17‏/12‏/2009

painting: Charbel

painting: Good mother

painting: waiting for God

painting: zainab

painting: rich

painting: flashy

نظرية الإبداع: الإبداع والأسئلة

الإبداع والأسئلة  


تريد أن تكون مبدعاً؟ إذن عليك أن تقع في غرام "الأسئلة"! كن فضولياً. تدخّل فيما لا يعنيك حتى لو لقيت مالا يرضيك. مَن وكيف وهل ولم ولماذا وكم وأين ... كل هؤلاء خليلاتك وزوجاتك. استعمل واحدة منهن في كل جملة تتفوّه بها، واكتشف! 


أسوأ شئ في عالم الكلمات هو الأجوبة. وسيّد الجمل هو السؤال حتى يصبح له جواب، لأن كل سؤال يحمل عوالماً من الاحتمالات.  الإجابات وحدها تحاصرك. تعطيك حلاً معلّباً، ووصفة لا تحترم عقلك وعبقريّتك وتعطّشك الدائم للمزيد. 


الأسئلة يكرهها الدكتاتوريون والمنغلقون والمحافظون لأنها تفتح عليهم الأبواب وتهدد أمنهم المستتب، ولذلك يهاجمونها ولربما أوغلوا في عدائهم لها فيسمون السؤال خطيئة. مثلما حصل مع آدم وحوّاء عندما جاءهما شخص وألقى عليهما بالسؤال السحري: هل أدلّكما على شجرة الخُلد؟". فكان السؤال لعنة أوقظت فيهما غرائز لم يعلما بوجودها من قبل. هذا السؤال الذي اعتبره التاريخ سبباً في الخطيئة والرغبة في المعرفة والاكتشاف وتجريب الجديد، فكان السؤال إثماً مبيناً، والسائل شيطاناً رجيماً.

16‏/12‏/2009

painting:double

painting:time

painting:eye contact

painting: trapped

15‏/12‏/2009

مفاجأة: أنت صورة طبق الأصل

مفاجأة: أنت صورة طبق الأصل 


كيف حدث هذا؟ ومتى؟ حياتنا الاجتماعية اليوم هي آلة لتصوير المستندات، كل الشخصيات البشرية التي تنتجها ... هي نسخة واحدة، سطراً بسطر، كلمة بكلمة، فكرة بفكرة ... نسخة واحدة! 

افتح حقيبة أي امرأة تلتقيها في المكتب أو السوق، ستجد أشياء مشتركة لا تتغيّر: جهاز موبايل، أحمر للشفايف، قلم كحل، مرآة صغيرة، مشط، وربما حفاضة أولويز تحسّباً للدورة الشهرية! 

فتّش جيبك وجيب زميلك في العمل ... غالباً ستجد نفس المقتنيات: أوراق نقدية، مفاتيح سيارة، بطاقة ائتمانية، ورقم جوّال إضافي مع اسم جذاب مستعار! 

انظر إلي عروسين تتزوّجان في يوم واحد، لا تربطهما صداقة أو نسب، كل منهما في مدينة مختلفة. ستجد الفستان الأبيض، الطرحة البيضاء، الكعب العالي، الماكياج، بوكيه الأزهار، الزغاريد. حتى التبريكات والتهنئات. صورة طبق الأصل. 

اترك النساء واذهب لقاعة الرجال: الثوب الأبيض يكسو كل جسد، العقال الأسود يتوّج كل رأس، كعمّال يلبسون زيّاً موحّداً في مصنع. صورة طبق الأصل. 

الصباح هو موعد قومي للاستحمام وغسيل الأسنان وقراءة الصحف اليومية: ذات الصحف! 

وفي المساء ... الجميع يشاهدون مسلسلاً مسائياً واحداً، يذهبون إلى نفس المطاعم والمقاهي، يدخّنون بطريقة واحدة، يطلبون ذات المشروبات، يتكلمون في نفس الموضاعات، يمضغون ذات الأحاديث. كلّنا ،وبشكل آلي، صورة واحدة طبق الأصل. 

متى حدث ذلك؟ لا أحد يعرف. كأنه سحر. وكأننا خضعنا لتخدير عالمي ثم أفقنا ووجدنا أنفسنا بهذه الطريقة. معلّبات من نوع واحد، بتاريخ صلاحية واحد، فوق رف واحد داخل السوبرماركت. كيف تسنّى لهذا الكم الهائل من البشر أن يتّفقوا على كل هذه التفاصيل الصغيرة، رغم اختلافهم، ورغم الفوارق المفترضة في الشخصيات وطرائق التفكير والأذواق والميول وحتى بصمات الأصابع؟! يبدو الأمر وكأنه مؤامرة ضد الطبيعة البشرية المتجددة، المتفرّدة، المختلفة، المبتكرة، المبدعة الخلاّقة. مؤامرة دبّرها عدة أطراف: الروتين، السطحية، الكسل، التسويف، الاستسهال، الخوف من الأدوار القيادية وعدم الثقة في النفس، والهروب من المغامرة وتحمّل المسؤولية.

لقد هاج العالم وماج عندما ظهرت فكرة الاستنساخ وأنتجت نعجة هي صورة طبقة الأصل من نعجة أخرى! ورفض الناس تصوّر إنسان يطابق إنساناً آخر من كل وجه، بل وذهب بعضهم إلى تكفير هذا العمل. غير أن الذي لا زلنا نتجاهله، هو أن فكرة استنساخ الوجوه والأشكال والأجسام، ما هي إلا التطوّر الطبيعي والمرحلة التالية بعد استنساخ العقول والميول والنفسيات والأحلام والرغبات والمخاوف، وصبّها في قالب واحد، وجعل الحياة الاجتماعية بكل جوانبها، نسخة واحدة مكررة. لقد بدأ الاستنساخ فينا من الداخل منذ زمن، ولم نكن نشعر! أصبحنا - فرداً فرداً -  مثل نُكتة قديمة، متوقّعة، لا تُضحك أحداً. نعيش اليوم، بنفس الطريقة التي عشنا بها العام الماضي، والذي قبله، والذي قبله! نمضغ المنتجات والأفكار والمشاعر المُعادة كعلكة صمغية مُرّة. الكُل يمضغ، والكُل يعاني مرارتها، ولا أحد تخطر له فكرة بصقها!!  


ويظهر السؤال: إذا كنا جميعاً صورة طبق الأصل، فمن هو الأصل. الجواب هو أنت، أيها الإنسان المبدع، صاحب الابتكارات التي تُخرج الآخرين من صوامع العادة وكهوف التكرار. يا من تكسر قوالب الروتين ولا تعترف بالمُسلّمات وتشكّك وتستجوب كل ما تسمع وترى. يا من تتحدّى وتبحث وتفكّر وتجرّب أشياء لم تخطر لك من قبل ولا تخاف من الوقوع في الخطأ. الأصل هو أنت ... فأنت لستَ نُكتة قديمة ... لأنك ابن الحياة .. مثلها، متجدد ومتغيّر، يا من كتبت حكايات ألف ليلة وليلة، يا من اخترعت القيثار والأوتار وخلطْتَ الألوان ... لك في كل يوم ألف نُكتة مضحكة. يا من تؤمن بالابتكار كطريق لا ينتهي، وليس كمحطة وصول! يا من تتجاهل كل آلات النسخ وتصوير المستندات، وترفض التقليد وإن سمّاه الآخرون تاريخاً أو تراثاً أو انتماءً أو ترتيباً أو تنظيماً! يا من تأبى أن تكون علامة تجارية أو ماركة مسجّلة عليها استكر أو ملصق. أنت الإنسان الذي لا يقبل التدجين في مزرعة كبيرة لتفقيس نوع واحد من البيض، بذات الحجم وذات الشكل وذات اللون، كل بيضة مطبوعة بختم واحد: صورة طبق الأصل.

14‏/12‏/2009

Painting: Raw

Painting: Vague

Painting: Thinker

13‏/12‏/2009

طفل

أقلّب أوراق التقويم الهجري .. 

وصفحات السنة الميلادية .. 

أبحث عن بداية.

أنبش جمادى الأولى وفبراير وحزيرانْ .. 

أبتغي قَدَراً يعيدني طفلاً يركض نحو الدكانْ

تعتصر قبضته القرشين، 

حتى إذا وصل 

تجاهل الطابور الطويل ومدّ يده للبقال: 

البسكويت يا عم إبراهيم. 


أطير نحو برج الجوزاء 

وأغوص مع الحوت 

وأذبح الثور في أسبانيا .. 

لأفتّش عن يوم قبل أن يكسرني اليوم 

عن وقت .. قبل أن تتشابه الأوقات 

أريد عاماً لم أكن أنتظر نهايته

فأين هو؟ 

أو أريد سنة لم أكن أنتظر نهايتها

فأين هي؟ 


أريدني وهو! 

أو أريدني وهي! 

هل في الزمان من إنسان؟